ما هي متلازمة أسبرجر؟

ما هي أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال وكيف تُكتشف مبكرًا؟

مرض التوحد

أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال يدرس ويتعلم بشكلٍ طبيعي ولا يعيق تطوره العقلي شيء، لكنه يعاني مشاكل في التواصل؛ ليس بسبب اضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي بل لإنَه طفل متلازمة أسبرجر التي سنحدثكِ عنها اليوم. نستعرض معكِ كيف يختلف طفل أسبرجر عن أقرانه، ونطمنك كذلك بأوجه التشابه، فتعالي نكتشف معًا عبر سطور المقال التالي أعراض وعلاج هذه المتلازمة التي تعد أول درجة من اضطرابات طيف التوحد.

ما هي متلازمة أسبرجر؟  

متلازمه اسبرجر للاطفال أحد اضطرابات طيف التوحد، وكانت تشخص في الماضي كاضطراب منفصل بذاته، ولكنه ضم في عام 2013 من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية إلى طيف التوحد ولم يعد تشخيصًا منفردًا. 

يستخدم الكثيرون إلى يومنا هذا في جميع أنحاء العالم مصطلح "متلازمة أسبرجر" بدلاً من التوحد، وهذا لكثرة استخدامه في السابق وأيضًا للدلالة على حالات التوحد ذات الأعراض أقل حدة.

قد ضم الأطباء متلازمة أسبرجر وغيرها من الاضطرابات المشابهة إلى مجموعة واحدة، وتوضيح سبب ذلك في الفقرة التالية.

 قرر الأطباء أن يكون للتوحد طيف يشتمل على جميع اضطراباته؛ شأنه شأن ألوان الطيف، وهذا لاختلاف درجات الإصابة به بين الأطفال. 

تقع متلازمة أسبرجر في بداية طيف التوحد لانخفاض حدة أعراضها، وللأداء العالي الذي يتميز به صغارها مقارنةً بباقي الاضطرابات التي يعاني الأطفال المصابون بها من صعوبات شديدة في التواصل والتفاعل والتعلم. 

أضاف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية تشخيصًا جديدًا يسمى اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي والذي تتشابه بعض أعراضه مع متلازمة أسبرجر، ويُستخدم لتشخيص الأفراد الذين يعانون مشاكل في الكلام أو الكتابة ولكن يمتلكون قدرات عقلية طبيعية. 

أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال

متلازمة اسبرجر اعراض يمتلك أطفال متلازمة أسبرجر قدرات عقلية طبيعية، ويتراوح معدل ذكائهم من متوسط إلى مرتفع، هم فقط يعانون من بعض الصعوبات في التواصل الاجتماعي، ومن بعض التصرفات والسلوكيات غير المعتادة لمعظم الناس، كما أنّهم ينغمسون في بعض الاهتمامات الخاصة بهم بطريقة يستغربها الآخرون في كثير من الأحيان.

قد يصعب على بعض الأمهات ملاحظة أعراض متلازمة أسبرجر كغيرها من اضطرابات طيف التوحد، خاصةً في الصغر، فبعض الأطفال يتعلمون الكلام بشكلٍ طبيعي جدًا، ويقدرون على تسمية الأشياء والإشارة إليها، وكذلك تكوين الجمل في عمر سنتين. 

قد تظهر بعض العلامات في الصغر للدلالة على الإصابة، مثل عدم تواصل الطفل بصريًا مع المحيطين أو قلة تعبيرات وجهه.

صعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي 

 تظهر الأعراض بوضوح مع تطور نمو الطفل وبداية ارتياد المدرسة وممارسة الأنشطة المختلفة، والانخراط مع المجتمع، وقد تلاحظ الأم التالي على طفلها: 

  1. لا يتصرف بالشكل المألوف بين الناس؛ بمعنى أنّه لا يعرف كيفية الرد إذا وجه أحدهم الحديث إليه أو ما عليه أن يقوله حينها.
  2. يدفعه الاهتمام بأمور معينة إلى الحديث مع الآخرين بخصوصها، ولكن ليس لاهتمامه بالتواصل مع الآخرين بشكل خاص.
  3. يستطيع بدء المحادثات مع المحيطين، لكن قد يجد صعوبة في الحفاظ على الحديث مستمراً.
  4. يفهم الكلام بشكل حرفي، ولا ينتبه للمقصد من وراء بعض الدعابات.
  5. لا يظهِر الكثير من المشاعر عن طريق التعبيرات، أي أنّه قد لا يبتسم إذا كان سعيداً.
  6. يتحدث بوتيرة ثابتة تشبه الروبوت.
  7. لا يستوعب مشاعر الآخرين أو ما تدل عليه لغة أجسادهم.

الاهتمام بأشياء معينة

يهتم جميع الأطفال بأشياء محددة دون غيرها، كاهتمام بعض الأولاد بالسيارات أو كرة القدم وحب البنات للدمى، المختلف في أصحاب متلازمة أسبرجر أن اهتمامهم قد يصل إلى حد الهوس. قد لا يمل طفل متلازمة أسبرجر الحديث عن اهتمامه بالطائرات أو بالصخور مثلاً، وقد تنحصر محادثاته مع الآخرين عن هذه المواضيع فقط بعينها.

أنماط السلوك المتكرر

قد تلاحظ الأم أن طفلها يعيد بعض الحركات مراراً وتكراراً وهذه إحدى علامات متلازمة أسبرجر. يميل أطفال متلازمة أسبرجر إلى الروتين، ويفضلون أن يسير يومهم بنفس الشكل والنظام، وقد يشعرون بالسوء عند حدوث أبسط التغييرات وذلك من متلازمه اسبرجر للاطفال.

قد تظهر أيضاً بعض الأعراض الأخرى، إذ قد تجد الأم أن طفلها:

  1. ينزعج من الأضواء والأصوات وملمس بعض الأشياء.
  2. يعاني صعوبة الكتابة.

علاج متلازمة أسبرجر 

بعد التعرف علي أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال اعرضي صغيركِ على طبيب الأطفال لفحصه بشكل مبدئي عند ملاحظة أي أعراض. إذا ساور الطبيب بعض الشكوك أن طفلك يعاني أعراض متلازمة أسبرجر، سيوصيكي بالمتابعة مع الطبيب النفسي أو طبيب المخ والأعصاب، للتأكد من التشخيص ووضع الخطة العلاجية المناسبة.

تتفاوت أعراض متلازمة أسبرجر وحدتها بين الأطفال، قد تصعب الكتابة على بعضهم مثلاً بينما تسهل على آخرين، أو قد يكون الأداء الاجتماعي أفضل عند بعض الصغار أكثر من غيرهم، ولذلك يجب وضع الخطة العلاجية وفقاً لكل طفل وقدراته على حدة. 

تتعدد طرق علاج متلازمة أسبرجر من تدريب المهارات الاجتماعية، وعلاج النطق والعلاج السلوكي المعرفي وتوعية الوالدين، وقد يدمج الطبيب أكثر من وسيلة سويًا للحصول على نتيجة فعالة مثل:

  • التدريب على المهارات الاجتماعية 

التدريب على المهارات الاجتماعية (Social Skills Training) هو نوع من العلاج السلوكي الذي يساعد أطفال متلازمة أسبرجر على تحسين مهارات التواصل لديهم للانخراط في العالم المحيط بهم بشكل أفضل بجانب السرعة الزائدة في الكلام.

يساعد التدريب على المهارات الاجتماعية أطفال متلازمة أسبرجر على الآتي:

  • فهم لغة الجسد والإشارات الاجتماعية

يعاني أطفال متلازمة أسبرجر من صعوبة في التواصل الاجتماعي نتيجةً عدم استيعابهم لما تعنيه بعض الإشارات الاجتماعية والحركات الجسدية التي يستخدمها الأشخاص للتفاعل بشكل يومي، لذلك يهدف التدريب على تحسين فهمهم لهذه الإشارات والحركات ليتواصلوا بشكل أفضل وهذا من خلال جلسات فردية أو مجموعات علاجية يديرها المعالج. 

  • فهم ما وراء الكلام

يفهم أطفال متلازمة أسبرجر الكلام بشكل حرفي، وقد لا يستوعبون ما تعينه بعض الدعابات أو العبارات المستخدمة للإشارة إلى مغزى آخر. تساعد برامج التدريب على المهارات الاجتماعية الطفل على فهم المقصد وراء الكلمات ليتفاعل مع المحيطين بشكل أفضل.

  • التفاعل العاطفي

قد لا يستوعب أطفال متلازمة أسبرجر مشاعر الآخرين من فرح أو حزن، وما يظهر عليهم عند الشعور بها، ولهذا يساعدهم التدريب على فهم هذه العواطف عندما تظهر على المحيطين ليتواصلوا معهم بطريقة أفضل.

  • العلاج السلوكي المعرفي 

العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy) هو علاج نفسي يُستخدم في علاج العديد من الاضطرابات ويهدف إلى تغيير الطريقة التي يفكر بها الشخص ليطور سلوكيات جديدة تساعده في تحسين جودة حياته.

يعاني أطفال متلازمة أسبرجر من أنماط السلوك المتكرر، ولهذا فإن للعلاج السلوكي المعرفي دور هام في التحكم في هذه السلوكيات فهو يعالج العديد من المشكلات السلوكية عند الأطفال.

  • برامج توعية وتدريب الوالدين 

تهدف برامج تدريب الوالدين (Parents Management Training) إلى تعليم كل أم وأب عن متلازمة أسبرجر فهم حالة الطفل بشكل أفضل، وأيضاً لتدريبهم على بعض الأساليب التي يستخدمها المعالجون لتطبيقها مع الطفل أثناء التواصل معه في البيت لتحسين مهاراته الاجتماعية.

دور الأسرة في دعم الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر

تلعب الأسرة دوراً مهماً في دعم متلازمه اسبرجر للاطفال وهي تعد جزءاً من طيف التوحد من خلال تطوره النفسي والاجتماعي المتمثل في النقاط التالية:

  • الفهم والتقبل.
  • تطوير طريقة التفكير والتواصل المختلفة.
  • التقبل والدعم النفسي ومن الممكن ان يحدث بواسطة أفضل دكتور أمراض نفسية وعصبية.
  • حماية الأطفال من القلق والعزلة.
  • توفير بيئة آمنة وثابتة محيطة بالطفل.
  • الاهتمام بالروتين مهم جدًا له، لأنه يحسّه بالأمان.
  • تقليل التغيرات المفاجئة.
  • الابتعاد عن المحفزات الزائدة (مثل الأصوات العالية أو الزحمة).
  • التواصل بطريقة تناسب الطفل مثل: استخدام كلمات واضحة، وتعليمات مباشرة وبسيطة.
  • تجنّب السخرية أو التلميحات والتنمر.
  • تنمية المهارات الاجتماعية تدريجياً.
  • مشاركة الطفل اهتماماته ودعمه فيها.
  • التنسيق والتعاون بين البيت والمدرسة و أخصائيي النطق والعلاج السلوكي لوضع خطة تعليمية وسلوكية فردية.

يساعد الدعم الأسري على تخفيف أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال والسيطرة عليها على مدار الوقت. 

ما الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد 

يعد هذا السؤال مهم جدًا، لأن كثير من الناس يخلطون بين أعراض متلازمة أسبرجر والتوحد، لكن هناك فروقات واضحة وعادةً ما تختلف أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال عن التوحد وتتلخص الفروق الجدول التالي: 

متلازمه اسبرجر للاطفال

ما هي علامات متلازمة أسبرجر في المدرسة؟

يلاحظ المعلمون بعض أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال من ضمنها:

  • صعوبة في التواصل الاجتماعي.
  • لا يشارك زملاءه في اللعب أو النقاشات.
  • الميل للجلوس بمفرده.
  • لا يفهم تعبيرات الوجه.
  • يواجه صعوبة في التحدث مع الآخرين.
  • يتحدث بصوت رسمي مثل الروبوت.
  • اهتماماته محدودة.
  • توفق واضح في الأداء الأكاديمي.
  • ضعف في المهارات التنفيذية مثل التنظيم أو متابعة التعليمات المتعددة.
  • إظهار حساسية شديدة تجاه الضوء والصوت.
  • تكرار الكلمات والأصوات بوتيرة ثابتة.
  • يحب الروتين ويغضب من التغيير.
  • يرسم أو يكتب عن نفس الموضوع مرارًا.

في عيادات أندلسية لصحة الطفل نؤمن بأن صحة طفلك هي أغلى ما نملك. نحن هنا لتقديم أفضل رعاية طبية له بفضل فريقنا الطبي المتميز وأحدث التقنيات. لا تنتظر، اجعل صحتك أولوية... احجز الآن!

أندلسية لصحة الطفل

كيف تكتشف متلازمة أسبرجر عند طفلك في سن مبكر؟

يستطيع الأهل اكتشاف بعض أعراض متلازمة أسبرجر عند الأطفال في سن صغيرة تشير إلى احتمالية الإصابة بمتلازمة أسبرجر والتي من ضمنها تشمل أعراض مرض اسبرجر عند الاطفال صعوبات في التواصل الاجتماعي والتي تتمثل في:

  • لا يطلب اللعب مع الأطفال الآخرين. 
  • يفضل اللعب وحده. 
  • مواجهة صعوبة في التواصل البصري. 
  • لا يُظهر تعاطفًا واضحًا مع الآخرين. 
  • يتكلم كثيرًا عن موضوع واحد فقط. 
  • يعيد نفس العبارات أو الأسئلة بشكل متكرر. 
  • ظهور بعض السلوكيات الحسية تجاه الصوت والضوء. 

في الختام لا تجعل صعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي طفل متلازمة أسبرجر غير طبيعياً، بل تجعله مختلفاً فقط. تفائلي بطفلكِ وبقدراته وتذكري أن بدعمكِ له من خلال تثقيف نفسكِ عن الحالة من المعالجين المختصين، ستقل الصعوبات التي يواجهها ويتحسن تواصله مع الآخرين ليحظى بحياة سعيدة. نحن معكِ في مركز أندلسية لصحة الطفل لتقديم جميع الخدمات الصحية التي يحتاجها صغيركِ.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • هل تختفي أعراض متلازمة أسبرجر مع التقدم في العمر؟

  • هل يمكن أن يعيش الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر حياة طبيعية؟

  • هل الذكاء المرتفع مرتبط بمتلازمة أسبرجر؟

مشاركة المقال