ما هي متلازمة الكحول الجنيني؟ وهل يمكن الوقاية منها؟
هل سبق وسمعت عن متلازمة الكحول الجنيني؟ للأسف قرار بسيط تتخذه الأم خلال فترة حملها يمكن أن يترتب عليه مستقبل طفلها بالكامل، أشارت أحدث الدراسات إلى أن 1 من كل 1,000 طفل في العالم يُولد مصابًا بمتلازمة الكحول الجنينية، والتي تعرف على أنها حالة دائمة وخطيرة تنتج عن استهلاك الأم الحامل للكحوليات بكثرة أثناء فترة الحمل، للأسف هذا الاضطراب لا يترك أثره على الطفل في شكله ونموه فحسب، بل يمتد إلى حدوث اضطرابات في قدراته العقلية والسلوكية مدى الحياة، فبالرغم من التحذيرات الطبية الواسعة حول هذا الموضع لا تزال بعض الأمهات يتجاهلن العواقب الوخيمة لهذا السلوك.
في هذا المقال، نتحدث باستفاضة عن متلازمة الكحول الجنيني من حيث الأعراض والأسباب، وسبل الوقاية منها في محاولة مننا لزيادة وعي الأم حول خطورة هذا الموضوع.
ما هي متلازمة الكحول الجنينية (FAS)؟
تعرف متلازمة الكحول الجنيني على أنها اضطراب جسدي وعقلي يحدث لدى الطفل نتيجة تعرضه لكميات من الكحول وهو جنين أثناء فترة الحمل، عندما تستهلك الأم الكحول، حتى ولو بكميات صغيرة.
تحدث هذه المتلازمة نتيجة عبور الكحول من المشيمة بسهولة إلى الجنين، ما يؤثر بشكل مباشر على تطور نمو الدماغ والأعضاء الأخرى في مراحل الحمل المختلفة.
ما سبب الإصابة بمتلازمة الكحول الجنيني؟
يعد تعرض الجنين للكحوليات في رحم الأم أثناء الحمل هو السبب الوحيد والمباشر للإصابة بمتلازمة الكحول الجنينية في مراحل الحمل المختلفة نتيجة عبور الكحول عبر المشيمة بسهولة من دم الأم إلى دم الجنين خلال دقائق.
في ذات الوقت الذي يكون فيه كبد الجنين غير مكتمل النمو فللأسف لا يستطيع التخلص من الكحول كما يفعل جسم البالغ ، ما يؤدي إلى تسمم خلايا الدماغ وتعطيل عملية التطور الطبيعي لأعضاء الجسم، خاصة الدماغ والجهاز العصبي.

ما أعراض متلازمة الكحول الجنيني عند الأطفال؟
تختلف أعراض متلازمة الكحول الجنينية فهي تتنوع ما بين الأعراض الجسدية والسلوكية والعقلية، وهو ما سنتعرف عليه تفصيلياً في النقاط التالية:
الأعراض الجسدية:
والتي تشمل تشوهات واضحة يمكن ملاحظتها عند الولادة أو خلال مراحل النمو المختلفة:
ملامح وجه مميزة عن الطبيعي.
- فتحة عينين صغيرة.
- شفاه رفيعة وغير واضحة.
- أنف قصير ومسطّح.
- نمو بطيء للجسم بشكل عام بالنسبة للوزن والطول.
- وزن أقل من الطبيعي عند الولادة.
- حجم الرأس صغير.
- مشكلات في القلب أو الكلى.
- مشكلات في المفاصل أو تكون العمود الفقري.
الأعراض العقلية والسلوكية:
تظهر هذه الأعراض تدريجيًا مع مراحل نمو الطفل ما يظهر تأثيرًا سلبيًا في حياته اليومية وقدرته على التعلم والتفاعل، ومن ضمن تلك الأعراض:
المشكلات المعرفية والتعليمية المتمثلة في:
- تأخر في النطق.
- اضطراب اللغة.
- ضعف الذاكرة عند الاطفال.
- خلل في التركيز والانتباه.
- ضعف في الأداء الدراسي.
- الاضطرابات السلوكية المتمثلة في:
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- تهور في التصرفات.
- ضعف في إدراك العواقب.
- خلل في اتخاذ القرارات.
المشكلات الاجتماعية والعاطفية المتمثلة في:
- عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية.
- تقلبات في المزاج.
- قلق والتوتر عند الأطفال بشكل كبير.
- يجب التنويه أن بعض هذه الأعراض لا تظهر بوضوح في مراحل أولية كالرضاعة أو الطفولة المبكرة، لكنها تصبح أكثر وضوحًا مع المراحل المتقدمة مثل مرحلة دخول الطفل المدرسة، إذ يُلاحظ الفرق في الأداء والسلوك مقارنة بالأطفال الآخرين.
ما الفرق بين متلازمة الكحول الجنيني وتأخر النمو العادي؟
نتعرف على إجابة الفرق بين متلازمة الكحول الجنينية (FAS) وتأخر النمو العادي من خلال النقاط التالية:

ما علاقة متلازمة الكحول الجنيني باضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
تشترك متلازمة الكحول الجنينية مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) في الأعراض، مما يسبب خلطًا بينهما، لذا نشرح الفرق بينهما بشكل أبسط وأوضح في النقاط التالية:
التشابه في الأعراض:
يشترك الأطفال المصابون بـ متلازمة الكحول الجنيني وفرط الحركة في بعض الأعراض مثل:
- فرط الحركة.
- ضعف الانتباه.
- قلة التركيز.
- صعوبة في تنظيم مسؤوليات الحياة.
- صعوبة في السيطرة على التصرفات.
- الاندفاعية.
- عدم القدرة على تقييم العواقب.
اختلاف الأسباب:
في متلازمة الكحول الجنيني تكون أكثر الأعراض ناتجة عن تلف دائم في الدماغ بسبب تعرض الجنين للكحول. في ADHD، يكون السبب غالباً خللاً عصبيًا أو وراثيًا ولا علاقة له بتلف دائم نتيجة مادة سامة.
الخلط في التشخيص:
تشير معظم الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بـ متلازمة الكحول الجنيني يعانون أيضًا من أعراض ADHD. وفي حالات أخرى، يتم تشخيص الطفل أولًا بـاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، ثم يُكتشف بعدها أنه مصاب بـمتلازمة الكحول الجنيني.
قدرة الاستجابة للعلاج:
يستجيب أطفال ADHD للأدوية.
لا يستجيب أطفال متلازمة الكحول الجنيني للعلاج بنفس الفعالية لأن طبيعة المشكلة أكبر ولها علاقة بالدماغ.
تتلخص النقاط السابقة على أنه يجب على الأطباء المعالجين مراعاة تاريخ الحمل وسؤال الحامل حول التعرض للكحول عند تقييم طفل يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، فالتشخيص الدقيق مهم جدًا لاختيار العلاج المناسب، لأن متلازمة الكحول الجنيني تتطلب عدة تدخلات، وليس فقط أدوية سلوكية.
هل هناك علاج لمتلازمة الكحول الجنيني؟
الحقيقة لا يوجد علاج نهائي شافي أو دواء يعالج متلازمة الكحول الجنيني نهائياً، لأن الضرر الذي يحدث في دماغ الجنين وأعضائه أثناء الحمل يكون تلفاً دائمًا وغير قابل للشفاء.
كيف أحمي طفلي من الإصابة بمتلازمة الكحول الجنيني؟
تستطيع الأم حماية طفلها من متلازمة الكحول الجنينية بعدة خطوات أساسية وواضحة وهي:
- الامتناع التام عن شرب الكحول أثناء الحمل.
- الاقتناع بأنه لا توجد كمية آمنة من الكحول خلال الحمل.
- التوقف عن شرب الكحول عند التخطيط للحمل أو عند الشك بوجود حمل.
- زيادة الوعي والتثقيف حول أخطار الكحول أثناء الحمل.
- استشارة الطبيب فور حدوث الحمل إذا كانت المرأة تعاني من إدمان الكحول.
- طلب المساعدة من المختصين والمحيطين إذا كان من الصعب التوقف عن الشرب.
هل يمكن تشخيص متلازمة الكحول الجنيني بعد الولادة؟
نعم، يمكن تشخيص متلازمة الكحول الجنينية (FAS) بعد الولادة، لكن يعد هذا تحديًا صعباً ويتطلب تقييمًا دقيقًا من فريق طبي متخصص وعلى كفاءة عالية، نظراً لأن الأعراض قد لا تكون واضحة بعد الولادة.
وجب التنويه على أن التشخيص يعتمد على مزيج من المعايير، تشمل:
- التاريخ الطبي للأم ومعرفة ما إذا كانت الأم تناولت الكحول أثناء الحمل.
- العلامات المميزة التي تظهر على وجه الطفل مثل: صغر فتحة العينين وصغر محيط الرأس.
- تأخر في النمو العقلي أو الحركي أو السلوكي أو تأخر النمو العصبي عند الأطفال متمثلاُ في مشكلات في التركيز والذاكرة، أو خلل في التعلم.
في نهاية هذا المقال نذكركم بأن متلازمة الكحول الجنينية (FAS) تمثل واحدة من أكثر الاضطرابات العصبية والنمائية حدوثاً والتي يمكن الوقاية منها تمامًا، وأنها تؤثر في تأثيرها آلاف الأطفال حول العالم سنويًا. فالضرر الذي يحدث نتيجة تعرض الجنين للكحول أثناء الحمل يكون دائمًا وغير قابل للعلاج، ولكنه في ذات الوقت قابل للتجنّب بقرار بسيط ومهم وهو الامتناع الكامل عن شرب الكحول خلال الحمل.
الوعي، والتثقيف، والدعم للأمهات هم خط الدفاع الأول للوقاية من إصابة الأطفال بهذه المتلازمة. كما أن التشخيص المبكر والتدخل المتخصص يُحدثان فارقًا كبيرًا في تحسين حياة الطفل المصاب، ومساعدته على الوصول إلى أقصى إمكاناته.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
متى يؤثر الكحول على الجنين؟
ماذا يفعل الكحول بالجنين؟
ما هو متوسط عمر الشخص المصاب بمتلازمة الكحول الجنينية؟
مشاركة المقال